کد مطلب:168281 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:222

مقتل عبدالله بن الحسن
(و امه بنت الشلیل بن عبدالله بن البجلی، و الشلیل اخو جریر بن عبدالله، كانت لهما صحبة. (راجع: ابصار العین:73)) كان عبداللّه غلاماً له من العمر إحدی عشرة سنة، [1] ولمّا رأی وحدة عمّه (ع) بین أعدائه الذین قد أحاطوا به بعد مقتل أنصاره، وكان نزف رأسه قد اشتدّ به من ضربة مالك بن النسر الكندی [2] لعنه اللّه، خرج إلیه عبداللّه بن الحسن(وهو غلام لم یراهق من عند النساء حتی وقف الی جنب الحسین، فلحقته زینب بنت علیّ (ع) لتحبسه، فقال لها الحسین (ع): (إحبسیه یا أختی) فدبی وامتنع علیها امتناعاً شدیداً وقال: والله لاأُفارق عمِّی! أهوی أبجر بن كعب [3] إلی الحسین (ع) بالسیف، فقال له الغلام: ویلك یا ابن الخبیثة أتقتل عمی!؟ فضربه أبجر بالسیف فاتّقاها الغلام بیده،فأطّنها إلی الجلدة فإذا یده معلّقة، ونادی الغلام: یا أُمتّاه! فأخذه الحسین (ع) فضمّه إلیه وقال:

یا ابن أخی إصبر علی ما نزل بك، واحتسب فی ذلك الخیر، فإنَّ الله یُلحقك بآبائك الصالحین).


ثم رفع الحسین (ع) یده وقال:

(اللّهمّ إن متّعتهم إلی حین ففرقّهم فِرقاً، واجعلهم طرائق قدداً، ولاتُرض الولاة عنهم أبداً، فإنّهم دعونا لینصرونا، ثم عدواعلینا فقتلونا!). [4] .

لكنّ الخوارزمی قال: (ثمّ خرج عبداللّه بن الحسن الذی ذكرناه أوّلاً فی روایة والاصحّ أنه برز بعد القاسم فی الروایة الثانیة، وهو یقول:



إنْ تنكرونی فأنا ابن حیدره

ضرغام آجام ولیث قسوره



علی الاعادی مثل ریح صرصره

أكیلكم بالسیف كیل السندره



وقاتل حتّی قُتل). [5] .

وفی المناقب لابن شهرآشوب:(ثم برز عبداللّه بن الحسن بن علی (ع) وهو یقول:



إن تنكرونی فأنا فرع الحسن

سبط النبیّ المصطفی والمؤتمن



هذا الحسین كالاسیر المرتهن

بین أُناس لاسقوا صوب المزن



فقتل أربعة عشر رجلا، قتله هانی بن شبیب الحضرمی فاسوَّد وجه.). [6] وفی مقاتل الطالبیین: أن حرملة بن كاهل الاسدی قتله. [7] .


وقال السید ابن طاووس: فرماه حرملة بن الكاهل لعنه اللّه بسهم فذبحه وهو فی حجرعمه الحسین (ع). [8] .


[1] راجع: حياة الامام الحسين بن علي عليهما السلام: 257:3.

[2] هو الذي خاطبه الامام عليه السلام قائلا: «لااكلت بها ولاشربت، وحشرك الله مع الظالمين (راجع: تاريخ الطبري: 331:3).

[3] في تاريخ الطبري: 333:3: بحربن كعب بن عبيدالله من بني تيم الله بن ثعلبة بن عكابة. وفيه ايضا عن محمد بن عبدالرحمن ان يدي بحر بن كعب كانتا في الشتاء تنضحان الماء، وفي الصيف تيبسان كانهما عود.

[4] الارشاد 2: 110-111، مقاتل الطالبيين: 93، اعلام الوري: 467:1، المجدي 19، اللهوف: 172، وفي تاريخ الطبري: 333:3 بعد «بآبائك الصالحين»: «برسول الله وعلي بن ابي طالب و حمزة و جعفر و الحسن بن علي صلي الله و عليهم اجمعين».

[5] مناقب آل ابي طالب عليهم السلام 106:4.

[6] مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: 32:2.

[7] مقاتل الطالبيين: 93، المحن 133 وفيه: «وكان عبدالله بن الحسن اجمل خلق الله»، و تسلية المجالس، 305:2، و فيه قتله: هاني بن ثبيت الحضرمي.

[8] اللهوف: 173. وفي ذوب النضار: 120-122 / «حدث المنهال بن عمرو قال: دخلت علي زين العابدين عليه السلام اودعه وانا اريد الانصراف من مكة، فقال: يا منهال، ما فعل حرملة بن كاهل؟

وكان معي بشر بن غالب الاسدي، فقلت: هو حي بالكوفة. فرفع يديه وقال: اللهم اذقه حر الحديد اللهم اذقه حر الحديد، اللهم اذقه حرالنار!

قال المنهال: وقدمت الي الكوفة والمختار بها فركبت اليه، فلقيته خارجا من داره، فقال: يا منهال! الم تشركنا في ولايتنا هذه؟ فعرفته اني كنت بمكة، فمشي حتي اتي الكناس، ووقف كانه ينتظر شيئا، فلم يلبث ان جاء قوم فقالوا: ابشر ايها الامير فقد اخذ حرملة!

فجييء به، فقال: لعنك الله، الحمدالله، الحمد لله الذي امكنني منك، الجزّار الجزّار!

فاتي بجزّار، فامره بقطع يديه ورجليه، ثم قال: النار النار! فاتي بنار وقصب. فاحرق، فقلت: سبحان الله! سبحان الله! فقال: ان التسبيح لحسن، لم سبحت؟

فاخبرته بدعاء زين العابدين عليه السلام، فنزل، عن دابّته، و صلي ركعتين و اطال السجود، ثم ركب وسار، فحاذي داري فعزمت عليه بالنزول والتحرّم بطعامي، فقال: إن علي بن الحسين عليهما السلام دعا بدعوات فاجابها الله علي يدي، ثم تدعوني الي الطعام!؟ هذا يوم صوم شكرا لله تعالي! فقلت: ادام الله توفيقك».